بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 30 يناير 2013

الأخطاء اللغوية فى القرءان

المقال باختصار عن الأخطاء اللغوية فى القرءان .. و الأن و بعد أن ازدادت حدة سوء النية لديك و انتظاراً أن اسئ الى القرءان لتنقض على باتهاماتك باننى من أعداء الإسلام و التى قد تنتهى باهدار دمى و وعد لمن يخلص الإسلام من شرورى بجنة عرضها كعرض السموات و الأرض. أحب أن أقول لك ظنك خاطئ.. و حساباتك كلها هباءاً .. فهلم معى اقرأ المقالة لتعرف ماذا أقصد.


من خلال قراءاتى للقرءان و قراءات اخرى عنه استوقفتنى كثير من المواضع التى لم ادر لها سبباً لغوياً .. فمثلاً اتذكر اننى كنت أقرأ سورة المسد فوصلت للأية الرابعة.. و أنا فى العادة أقرأ بدون النظر إلى التشكيل على الحروف ﻷننى اتقن قراءة العربية و أعربها إعراباً صحيحاً.. المهم قرأتها هكذا: و امرأتُهُ حمَّلةُ الحطب .. فأوقفنى أحدهم و قال لى حمَّالةَ الحطب بالفتح و ليس بالضم .. فراجعت المصحف فوجدتها حقاً كما قال!!! و الأصل أن تكون حمالةُ مرفوعة ﻷنها نعت ..و النعت يتبع المنعوت... هذه كان فكرى فى عمر الرابعة عشرة.. و حتى وقت قريب جداً لم أكن أعرف لها سبب.. و حتى عندما كنت أسأل أساتذتى كانوا يقفون حائرين!! 
هيا بنا نستكشفها و المزيد فيما يلى.. و هيا بنا ندرج امثلةً أخرى.

الصابئون أم الصابئين ؟؟

فى سورة البقرة 2 : 62 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ 

و فى سورة الحج 22 : 17 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ

و فى كلتا الأيتين لو تتبعنا الاعراب اللغوى سنجده سليماً لا محالة .. و هذا هو المتوقع من القرءان ﻷنه أدق كتاب بالعربية على مر العصور.
تعالوا بنا الى سورة المائدة 5 : 69 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

فماذا رفعت الصابؤؤن فى هذه الأية؟؟ و هى معطوف على منصوب؟؟
الحق أقول اننى قد وقفت كثيراً امام تلك الأية .. و اكتشفت من بحثى أن السابقين قد وقفوا أمامها كثيراً .. و أن النحاة قد بذلوا فيها جهداً كبيراً لعدم احراج النص المقدس و هو ما لم يكن يقنعنى.. فعل سبيل المثال ذهب نحاة البصرى الى تضعيف تأثير "إن" على الجملة الاسمية!!! و هو ما لم استسغه مطلقاً !!

الحل جلىٌّ و واضح لكل مدقق!! الصابئون هنا مرفوعة على الابتداء ﻷن الواو هنا ليست واو عطف و انما هى واو استئنافية. أى أن معنى الأية: إن الدين آمنوا و الذين هادوا و النصارى: حكمهم كذا. و الصابئون كذلك. و هذا كان رأى سيبويه و أيد كلامه بهذا البيت:

و إلا فاعلموا أنّا و أنتم           بغاة ما بقينا فى شقاق

فكلمة أنتم هنا ليست معطوفة و انما هى مرفوعة على الابتداء. معنى البيت اعلموا أنّا بغاة و أنتم كذلك. و هنا يكون العطف من باب عطف الجمل. فالصابئون فى الاية مبتدأ و خبره المحذوف جملة معطوفة على جملة قوله: أن الذين امنوا. 



و المقيمين الصلاة !!

فى سورة النساء 4 : 162 لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا

المعطوف على مروفع منصوب فى هذه الاية.. ايضاً و بنفس الاسلوب الواو هنا ليست عاطفة.. بل هى واو معترضة. و المقيمين نصب على المدح باضمار فعل لبيان فضل الصلاة و هذا كان قول سيبويه. و هذه مشهور فى كلام العرب على غرار:

لا يبعدن قومى الذين هم             سم العداة و آفة الجزر
النازلين بكل معترك                    و الطيبون معاقد الأزر

و ايضاً مثلها ما ورد فى سورة البقرة 2 : 177 لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ

ايضا الصابرين هما منصوبة على المدح لتعظيم شأن الصبر و مدحاً لاهله.



لعلّ الساعة قريب !!

فى سورة الشورى 42 : 17 اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ
و كان الأدق ان تكون قريبة ﻷنها خبر لعلّ و اسم لعلّ مؤنث و هو كلمة الساعة.  فى الاية هنا مقدر محذوف و هو مجئ. فمجئ الساعة قريب.
و فى اللغة بعض الاوزان يستوى فيها المذكر و الؤنث أذكر منها : مفعال، فعيل، فعول و قريب هنا على وزن فعيل.

هذا بعض ما قد أوصلنى اليه بحثى.. فالأمر لا علاقة له بالدفاع أو الهجوم على النص المقدس.. فأنا لا يهمنى بالضرورة الدفاع عنه او مهاجمته.. و إنما أنا باحث عن الحق أنحاز إليه أياً كان المضاد له.

ينقص أن نذكر حمّالة التى افتتحت بها المقال.. حمّالةَ الحطب، الكل ذهب الى انها منصوبة على الذم كمفعول به لفعل محذوف تقديره أذم.. و هو مال لم استسغه اطلاقاً .. ﻷننى تعودت أن أضع الفعل المحزوف فى مكانه لأنظر اتساق الجملة.. فالجملة هنا ستصير: و أمرأته أذم حمالة الحطب!!!
و هى غير مقبولة عندى... لذلك ارجح ان تكون مفعول به لفعل محذوف تقديره أعنى فتكون الجملة: و أمرأته أعنى حمالة الحطب. هنا لها معنى :)


المقال مجموع من عدة مراجع و منقح حسب الضرورة.

الثلاثاء، 22 يناير 2013

الحياة أنثى

ليس  الأمر تشبيها لغوياًُ أو بلاغياً كما قد تعتقدون.. الحياة لفظة مؤنثة عربياً .. و لكن هذا ليس الموضوع.
فكرت فى البدء أن أسمى المقال "النساء فى الممالك اللى خلقها ربنا" و لكن اعتقدت ان العنوان ساخر بعض الشئ على مقال جاد.

فى تأملاتى فى الوجود.. و فى التثنية عامة - و التثنية هى مبدأ قديم فى كل الاساطير و الأديان تقريباً عن وجود/خلق الكائنات من ذكر و انثى - فأجد أن الإنسان يحسب أنّ الغلبة لكل ما هو مذكر.
حتى فى اللغة العربية فهناك قاعدة التغليب.. فلو أردنا أن نشير الى جمع من النساء اشرنا لهنّ بلفظ مؤنث "هنّ" .. أما ان كان نفس الجمع و معهم ذكر - و لو طفل رضيع - هنا وجب الاشارة "اليهم" بلفظ الجمع المذكر "هم" !!
و أيضاً فى تعريف المؤنث المجازى يمكن الإشارة اليه كمذكر .. فمثلاً يصح أن نقول هذا "شاشة" الكمبيوتر .. الشاشة مؤنثة الّا أنها مؤنث مجازى يجوز الإشارة اليه بضمائر المذكر!!

هذا فقط مدخل للموضوع .. فالأمر ليس كما يبدوا.. الواقع أن الاناث هم الحياة .. الواقع أن الانثى فى كل الموجودات هى أصل الوجود. و لنر امثلة دالة على ذلك.



مملكة النمل و النحل
بادئ ذى بدء دعونا نتأمل فى مفردات مثل تلك الكلمات لغوياً .. فالنحل و النمل جمع مفرده نملة و نحلة.. و لا نعلم مذكر لهذا المفرد :)
أيضاً نخلة و شجرة و صخرة .. لا مذكر لهم!!
حتى إن الأرض لا مذكر لها .. و كذلك السماء.

فى كلتا المملكتين العضو المؤثر و المتحكم و كأنه العقل المدبر للمجموعة هى الحشرة الاكبر التى تسمى بالملكة. هذه الملكة الأنثى العظيمة هى المتحكمة المسيطرة .. باعثة الحياة فى المجموعة و صاحبة القرار. فالملكة هى الانثى الوحيدة القادرة على وضع البيض. و تستطيع أن تخزن منى ذكر النحل - حوالى 6 مليون حيوان منوى - فى حويصلة ليديها تسمى Spermatheca و هذه الحيوانات المنوية سوف تستخدمهم الملكة فى عمرها المتراوح بين عامين لسبعة أعوام.

القصة تبدأ عندما تشعر الملكة الحالية بقرب انتهاء أجلها. لهذه الملكة القدرة على وضع البيض و تلقيحه كما ينبغى بمخزون الحيوانات المنوية لديها. فهى تستطيع أن تتحكم فى نوعية النحل الناتج من هذا البيض. ففى الاغلب هى تنتج الشغالة الذين يعملون فى بناء الخلية و الاتيان بالطعام و انتاج العسل. و عندما تشعر الملكة بقرب الأجل، فإنها تضع بيضاً ينتج ملكات و اخر ينتج ذكور. الملكات حين يخرجن من البيض يتصارعن لتبقى اقواهن على قيد الحياة. و هذه الملكة - العذراء- سوف تكون هى الحاكمة المستقبلية لهذه المملكة العظيمة. تقوم هذه الملكة بالطيران و يلاحقها ذكور النحل من أجل تلقيحها. و لقوة بنيانها و سرعة طيرانها.. تطير هذه الملكة بسرعة كبيرة و على ارتفاع كبير.. حتى أن معظم الذكور يموتون من فرط التعب فى محاولة اللحاق بها. فى النهاية يتم تلقيح الملكة بواسطة 12 الى 15 ذكر نحل. و قد تعاود الطيران حتى تكتفى. و الى هنا ينتهى دور الذكر.. فقط وظيفته هى جمع المنى منه. و انتهى :)


ملك الغابة
منذ الصغر تعلمنا أن الأسد هو ملك الغابة و أنه المسيطر المفترس مهيب الركن صاحب العرين. و لكن الواقع غير ذلك.. ففى الحقيقة الأسد هو "بركة الغابة" لا وظيفة و لا شغلة و لا مشغلة. انثى الأسد - اللبؤة - هى المسيطرة.
فالاسود حيوانات اجتماعية تعيش فى جماعات تسمى زمرة. الزمرة تتكون من خمس أو ست لبؤات تجمعهن صلة قرابة و ذكر واحد أو ذكرين على اقصى تقدير. و يتم طرد الأشبال الذكور من الزمرة بمجرد وصولهم سن البلوغ. الأمر كالآتى: هذا "السبع" لا يعمل أى شئ سوى الأكل و النوم .. و الجماع فى وقت التزاوج و الذى قد يصل الى 50 مرة فى اليوم!! الرقم صحيح 50 مرة فى اليوم :D
بمجرد فقد الأسد للقدرة الجنسية أو ضعفها يتم طرده من الزمرة و استقطاب اسد جديد شاب للقيام بدوره: النكاح .. و فقط النكاح.


الانسان
لن أتحدث عن الانسان الطبيعى.. و لكنى ساهتم بالانسان المصرى :D
فالشاب المصرى اللى زى الفل يشعر باحتياج عاطفى و جنسى - بلا منطق - و يريد أن يطفئ هذا الظمأ.. و بالتالى فأمامه طريقان. الأول: أنه يمشى فى الحرام :D و هذا مرفوض مجتمعياً و أخلاقياً و قطعاً دينياً
الحل الثانى هو الزواج. و هذا أصعب قطعاً .. فعلى الرجل أن يحضر المكان - الشقة يعنى - و العفش و الفرح و حتى فستان العروسة و اجرة الكوافير اللى هايحط بويا على وشها
و فى النهاية .. هو المسؤل عن كفالتها - و اطفالها مستقبلاً - كل وظيفته أن يحضر المال لينفق على زوجته - التى قد تكون عاملة بدورها و لكن مالها يخصها وحدها - و على ابنائها من مأكل و ملبس و مشرب و تعليم و فسح و مواصلات و مصروف ... الخ.
و فى النهاية يحسب أنه هو المتحكم و أنه هو المسيطر و انه سى السيد. و الواقع الاليم انه حمار او طور مربوط فى ساقية. و المرأة هى اللى كلامها بيمشى شاء او ابى :)
فنساء الانسان اذكياء بدرجة عالية.. حتى انهن يجعلن الرجل يقوم بما يردن و هو يحسب ان هذا ما يريده هو :)
هذا هو الواقع .. فكل دور الذكور فى كل الكائنات هو النكاح فقط .. و الباقى على الانثى. 
الحياة انثى.


نجد هذا حتى فى تقديس الأقدمين للألهة الأنثى. فنجد حتحور و ايزيس المصريتين ..

و نجد عشطار .. هيرا .. و فينوس.. و أثينا..  


و نجد من الهة العرب النساء - و الوحيدات الائى ذكرن بالاسم فى القرءان - اللاة و العزى و مناة.
و أنه فى كلام العرب الالفاظ العالية المجردة هى كلمات مؤنثة.. فنقول رجولة .. و عظمة .. و حكمة.. و حتى نقمة. كلهن كلمات مؤنثة.. فالتعظيم فى كلام العرب مؤنث.. و الصحراء مؤنثة.. و السماء مؤنثة .. و المياه مؤنثة .. و الحياة مؤنثة.

فالانثى مقدسة على مر العصور.. و الانثى هى الحياة و هى الوجود باعتراف الأقدمين و العالمين.
أن لست متحاملاً !! لكنى فقط انظر للامور بمنظور أخر.
و أقر و أعترف .. أن الحياة انثى.


الأربعاء، 2 يناير 2013

الاعجاز فى كلام العرب


منذ زمن و انا أقول إننا لو تمحصنا و تفحصنا فى اى نصٍّ لوجدنا فيه بواطن امور قد نجدها معجزة. فمن منّا لم يكن يربط عدد ابيات نص كان يحفظه فى المدرسة برقم الصفحة؟ و كنت دائما اقرب الاسماء الانجليزية لمرادفات عربية مضحكة حتى لا انساها. فالانسان بطبعه يحب ان يربط الامور و يستبط اشياء غير ظاهرة و كأنه يريد دوماً أن يثبت لنفسه أنه ذكى شديد الملاحظة سريع البديهة قوى المنطق :)
فتعالوا معاً نثبت مثل هذا الزعم الذى أزعمه 

يقول ابن زيدون..
وأشد ما لاقيت من ألم الهوى           قرب الحبيب وما إليه وصول
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ      والماء فوق ظهورها محمول



والآن إذا عددنا حرف الهاء في هذه الأبيات نجدها تكررت 4 مرات، وإذا عددنا حرف القاف نجده قد تكرر 4 مرات أيضاً وبالضبط!.. ولا ينتهي الإعجاز الرياضي إلى هنا، فالواقع أن كل حرف سواء القاف أوالهاء قد تواجد في كل شطر مرة واحدة فقط! وإذا جمعنا هذين الحرفين(هـ ، م ) المتكررين بتوزيع فريد على الأبيات نجدهما يعطيان كلمة (هَم)، فالشاعر يريد أن يقول بأنه بهذه الأبيات يصف ما أصابه من هَم نتيجة قرب الحبيب وفي نفس الوقت عدم القدرة على الوصول إليه، فإذا ضربنا هذا الرقم 4×10 =40 نجدها مساوية لعدد السنين التي قضاها ابن زيدون في السجن


أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي
يقول المتنبيء:
الخيل والليل والبيداء تعرفني     والسيف والرمح والقرطاس والقلم



حيث كشف العلم الحديث أن تركيب عين الخيل أفضل من الإنسان من ناحية حدة البصرفي الظلام، وبؤبؤ عيون الخيول يتسع بما يعادل 6 مرات نظيره لدى البشر، ولهذا أعقب الشاعر كلمة الليل بعد الخيل مباشرة ليبرهن على فروسيته القوية كقدرة الخيل على السعي في الليل، فكيف عرف المتنبيء تركيبة عيون الخيل في ذلك العصر؟!.. ولا ينتهي الإعجاز العلمي إلى هنا، فالحقيقة أن كافة ما ورد في الشطر الثاني من هذا البيت (السيف والرمح والقرطاس والقلم) تحتوي على عنصر الكربون في تركيبتها رغم اختلافها الظاهر، والشاعر أراد من ذلك أن يبين تمكنه من هذه 
الأشياء كوحدة واحدة تتضمن جميعاً ذات العنصر الكيميائي.

ابو الطيب المتنبى

كما ترى من هذين المثلين نجد أنه يمكن استخراج إعجاز رياضي وعلمي من أي نص إذا توفرت النية الكافية لذلك، وما تم تطبيقه أعلاه بمثلين سريعين يمكن عمله بتفصيل أكثر تعقيداً على كافة النصوص التي تخطر ببالك.


يقول 
زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي:

وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمــل صخــرا ثقـــالا 

دحاها فلمــا رآهــــا استـــوت على الماء أرسى عليها الجبالا 

وأسلمت وجهي لمن أسلمت لـــه المزن تحـــمل عــــذبا زلالا 

إذا هي سيـــقت إلى بلــــدة أطاعــت فصــبت عليها سجــالا


مع العلم انه قد قال هذه الابيات قبل عصر النبوة. فأنّى لزيد بن عمرو أن يعى ان الارض تحمل من الصخور عناصر ثقيلة لم يعرفها الا العصر الحديث. و فى قوله دحاها عظة. فلما بحثت عن معنى الكلمة فى معجم لسان العرب وجدت الاتى

الدَّحْوُ: البَسْطُ. دَحَا الأَرضَ يَدْحُوها دَحْواً: بَسَطَها
 يقال: دَحَا يَدْحُو ويَدْحَى أَي بَسَطَ ووسع
و فى البيت الثانى قوله المزن تحمل عذاباً زلالا. فالمزن فى لسان العرب وردت كالاتى:

والمُزْنُ السحاب عامةٌ، وقيل: السحاب ذو الماء، واحدته مُزْنةٌ، وقيل: المُزْنَةُ السحابة البيضاء، والجمع مُزْنٌ، والبَرَدُ حَبُّ المُزْنِ، وتكرر في الحديث ذكر المزنِ. قال ابن الأَثير: المُزْنُ وهو الغيم والسحاب، واحدته مُزْنَةٌ، ومُزَيْنة تصغير مُزْنةٍ، وهي السحابة البيضاء، قال: ويكون تصغير مَزْنَةٍ. يقال: مَزَنَ في الأَرض مَزْنَةً واحدة أَي سار عُقْبَةً واحدة، وما أَحسن مُزْنَتَه، وهو الاسم مثل حُسْوةٍ وحَسْوةٍ.

 اى انه اسلم وجهه للرب الذى يسلط السحب التى تحمل عذاباً لقوم عصوه. و ان ذهبت الى قرية طيبة تطيعه انزل عليها الماء و سقى ارضها.



روي عن أحد شيوخ الأعراب ، واسمه أبو حمزة الضبَّي أنه هجر خيمة امراته ، وكان يبيت ويقيل عند جيران له حين ولدت امراته بنتا ، وكانت المرأة لا ترى داعيا لهذا الهجران ، فكانت إذا رقَّصت طفلتها غنتها بهذه الأبيات : 

ما لأبي حمزة لا يأتينا 

يظلَّ في البيت الذي يلينا 

غضبا أن لا نلد البنينا 

تا الله ما ذلك في أيدينا 
وإنما نأخذ ما أعطينا 
ونحن كالزرع لزارعينا 
نُنْبتُ ما قد زرعوه فينا

فمن اوحى الى هذه المرأة الجاهلية التى عاشت فى ارضِ جدباء لا تعرف الا الرعى و العشب أن منى الرجل هو المسئول عن نوع المولود؟



يقول امرؤ القيس فى معلقته:
مكر مفر مقبل مدبر معا       كجلمود صخر حطه السيل من عل

امرؤ القيس


وصف بسيط للفرس ولكن ما به من إعجاز.

لنأخذأولا
“مكر مفر مقبل مدبر معا” كيف يكر الحصان ويفرفي آن واحد ويقبل ويدبر في آن واحد؟

العقل المحدود يقول لا يمكن، إنما هي بلاغة شاعر ليس إلا.
ولكن العلم الحديث يقول لنا غيرذلك.
نعم إن الحصان يكر ويفر في نفس اللحظة، ويقبل ويدبر في اللحظة ذاتها. كيف؟ هذاما اكتشفه إدوارد مايبريدج في أواخر القرن ال19 عندما صنع كاميرا عالية السرعة ultrafast لبحث حركة الحصان واكتشف – أنه أثناء جري الحصان تكون رجلاه الخلفيتان تتقدم في نفس اللحظة التي تتأخر فيها رجلاه الأماميتان، وعندما تبدأ رجلاه الأماميتان في التقدم تتحول حركة رجليه الخلفيتين إلى التأخر. وهكذايقبل الحصان ويدبر، ويكر ويفر، في ذات الوقت!!!


“حطه السيل من عل”.
إننا لا نفهم كيف يمكن تشبيه حصان يجري في طريق أفقي، بصخرة تسقط من أعلى. فهل أخطأ امرؤ القيس يا ترى؟
لو لم ينقذنا العلم الحديث لظننا أنه مجرد صورة بلاغية. ولكن العلم الحديث يقدم الإجابة: إن تحليل حركة الحصان equine locomotion analysis بواسطةأجهزة الرصد والتحليل المتطورة أثبتت صحة نظرية مايبريدج والتي تقول بأن دورة حركةأرجل الحصان تشمل مرحلة تكون فيها حوافر الحصان الأربعة كلها في الهواء (أي غيرملامسة للأرض) في آن واحد. أي أنه في كل دورة حركة يسقط الحصان كله من أعلى (من عل) مرة واحدة على الأقل.
يا امرؤ القيس. هل امتلكت كاميرا ليزر؟







المقال مجموع من عدة مصادر بالمناسبة و منقح كما تنبغى الضرورة :)