بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 24 فبراير 2013

زويل و الأزمة الفلسطينية

كنت قد كتبت مدونة بهذا العنوان على الفيسبوك .. و هنا أعيد السرد و لكن باسلوب أخر.
__________________________________________________________________________
العنوان غريب شوية مش كدة؟ زويل .. العالم الكبير! و الازمة الفلسطينية! أكيد مش هتكلم عن جائزة "وولف برايز" اللى حصل عليها زويل من إسرائيل  و تسلمها من الرئيس الإسرائيلى "عيزر فايتسمان" سنة 1993.



بس أنا شوفت تشابهاً كبيراً بين القضية الفلسطينة و إسرائيل و قضية جامعة النيل و مدينة زويل.

لو قرينا التاريخ هانعرف إن "آرثرجيمس بلفور" اللى كان اثناء الحرب العالمية الاولى وزير الخارجية للامبراطورية البريطانية فى سنة 1917 قام بارسال تصريح باسم الحكومة البريطانية للورد "روتشيلد" يتعهد فيه بانشاء وطن قومى لليهود على ارض فلسطين - ذات الانتداب البريطانى أثناء ضعف و هزيمة الدولة العثمانية. الوثيقة دى مشهور وسط العرب باسم وعد بلفور، و درسنا فى المدرسة انه ملقب بوعد من لا يملك لمن لا يستحق. بالنسبة للعرب اليهود لا حق لهم فى ارض فلسطين. و هم مغتصبون و يمارسون ارهاب الدولة، و تدعمهم الدول العظمى و يكتسبون انحياز الرأى العام العالمى. و اتعلمنا برضه فى المدرسة ان ده لانهم معاهم الميديا و الاعلام و معاهم الاقتصاد و الفلوس.

و بالمقارنة- و تأكيداً لقاعدة إعادة التاريخ لنفسه-فى عام 2011 قام الفريق احمد شفيق - رئيس وزراء مصر فى ذلك الوقت- بسحب اموال و مبانى جامعة النيل و ايداعها صندوق تطوير التعليم التابع لوزارة التعليم العالى و بعده قام الدكتور عصام شرف - رئيس الوزراء بعده- باصدار قرار بتخصيص الارض و المبانى لانشاء مدينة زويل للبحث العلمى.

و كما أن قيام الدولة العبرية قام بخداع للقوى العربية باستيطان اليهود رويداً رويداً؛ تم سحب الأرض و المبانى من جامعة النيل بنفس طرق الخداع. فقد وعدت حكومة شفيق بأنه سوف يتم تخصيص المبانى للجامعة بطريقة شرعية- و كأن الجامعة حصلت عليها بطريقة غير شرعية- ثم بعد مماطلات قامت حكومة شرف بتخصيصها لمدينة زويل بعد وعود من وزراء تعليم عالى متتاليين بحل الازمة.



المثير بقى هنا ان زويل نفسه فى مؤتمر صحفى امام صحفيى الأهرام استخدم اسم جامعة النيل كونها ستكون نواة لمشروعه القومى و ردد إنها مستقبل التقدم. بس ماكناش نعرف وقتها انه يقصد التجهيزات و الاموال و بس و ان يتطرد العلماء و الباحثين و الطلبة.



و ده طبعاً لأن الدكتور زويل يعتقد أن الأرض كانت مخصصة له فى البداية
- و ان كنّا ماشوفناش ورقة واحدة تأكد ده- بالظبط زى ماليهود يعتقدون ان فلسطين ارضهم التى وعدهم بها الرب، وانها تاريخياً لهم قبل العرب. و هو تاريخياً صحيح بالمناسبة اذا ما لم نستطع اثبات الهوية العربية للكنعانيين. و الرأى العام العالمى يدعم هذه الرؤية و يؤيدهم، و يرى انهم يدافعون عن وجودهم المشروع ﻷنهم اصحاب الارض من الاساس و هذا مايستنكره العرب و يستنكره المنصفون.


و دعم امريكا للطرفين – زويل و اسرائيل – واضح للجميع. و ده اللى خلى الاستاذة نوال السعداوى تتساءل: " ما القوة التى تساعد د زويل على وضع يده واسمه على أراضى وميزانية جامعة النيل واعتبارها مدينته؟ ولماذا تقف الدولة تتفرج؟ هل د. زويل فوق القانون والدولة لأنه مبعوث أوباما؟"- نقلاً عن مقالها فى المصرى اليوم بتاريخ 15يوليو.

فنشوف ازاى الطرفين المغتصبين بيتحدثوا بعجرفة متساوية. طبعاً لعلمهم انهم مدعومون من الجهة الاقوى دولياً؛ امريكا.



عارف ان الفروقات كتير جداً. و سيهاجمنى البعض لتشبيه العالم الكبير بإسرائيل. بس فضلكم بصّوا للموضوع بشكل حيادى. الخطوات و النتائج متشابهة جداً بين القضيتين.

1-وعد من لا يملك لمن لا يستحق .

2-انشاء الكيان الجديد على انقاض القديم. 

3-الدعم كل الدعم للكيان الجديد.

 4-التأيد الرسمى و الشعبى للكيان الجديد. 

5-الاعتراف بالكيان الجديد و اعطاؤه الحق للدفاع عن وجوده.

 6- انكار كل الحقوق للكيان القديم المُغتَصب.



تلك هى الخطوات فى القضيتين. و لذلك ارى ان كل المنصفين و الحياديين سيرون اين الحق و اين الباطل. و ادعوهم الى دعم الحق و ان كان ضد الرأى العام.

الفارق هنا اننا نؤيد انشاء مشروع زويل و لا نؤيد انشاء اسرائيل؛ و لكن بالطرق السليمة فانونياً و اخلاقياً

فكيف سمحت اخلاق العالم الجليل بالاستيلاء على كيان ناجح؟

 كيف سمحت له اخلاقه ان ينسب الى نفسه جهد و تعب الاخرين حتى انه انتج اعلانات بها مبانى جامعة النيل و يزعم انه من أنشأها؟

 هل اغراه الدعم الاعلامى و الرسمى له و ان كان على باطل؟

 أم أن فرويد كان محقاً فى أن نسب نصف الافعال البشرية الى حب الانسان فى أن يكون شيئاً مذكوراً؟

فى الختام ادعو الجميع الى اعادة دراسة الموضوع بحيادية .. و الانحياز لجانب الحق



الجمعة، 1 فبراير 2013

تعقيب على الأخطاء اللغوية فى القرءان

  • كنت أحضر لهذه المدونة و لكن كنت فقط انتظر النتائج .. ففى مدونتى السابقة الأخطاء اللغوية فى القرءان كنت قد حاولت أن استهلها بأكثر اسلوب قد يستفز القارئ .. و أيضاً كان العنوان الذى لا ينم عن المحتوى .. فالعنوان الصحيح كان يجب أن يكون تصحيح لشبهات خطأفى القرءان أو أى شئ على هذا الغرار. و لكننى عنيت أن أجعله كذلك حتى اتأكد من معتقداتى عن عقليات الشعب المصرى :)

  • هناك صديق لى أخبرنى أنه حين رأى العنوان قد استعد نفسياً بحق ﻷن يهاجمنى .. و قد قفز الغضب الى رأسه حتى انه قال لى أنه كان يقرأ سريعاً حتى فهو لم يكن يطيق صبراً أن يعلق أو يرد .. ثم إنه قال لى اكتشفت فى النهاية الخدعة و لكن هذا لا يشفع لك.. فمازلت حتى هذه اللحظة مستفزّاً من العنوان و من اسلوب بداية الكلام... و قلت له اذن أنا كنت على حق فى قولى فى المقدمة أنك متحفز جداً من قبل القراءة لمهاجمتى .. فأجابنى بالأيجاب .. و قال لى أنت حقاً اسلوبك مستفز جداً و العنوان فى غاية الاستفزاز .. و لكنك كنت على صواب فى المحتوى :)

  • و هناك أحد اساتذتى قد نصحنى باننى بهذا أعيد اختراع العجلة .. و أن هذا أمر غير مقبول منطقياً .. و أننى غير متخصص فى اللغة و يجب على ألا أدخل فى هذه الشبهات ﻷنه حقاً قد سبقنى اليها من هم اعلم منى فى الأقدمين. و قد نسى اننى هنا أكتب مدونة شخصية لا ورقة علمية فلا حرج على اعادة اختراع العجلة :) ثم إننى أنهيت المقال باعترافى بالاقتباس من عدة مصادر .. لا إعادة لاختراع العجلة هنا و إنما فقط تلخيص لبعض النقاط و إعادة عرضها بأسلوبى.

    • غير أن استاذى كان على حق فى أمر مرجعية اللغة .. و أن علم اللغة له مراجع عدة أهمها القرءان .. و أن ماتفق عليه بعض العرب لا ينطبق بالضرورة على كل نص عربى.. هذا حق .. و هذا ما أقره سيبويه فى كتابه .. و لنا فى المعارك النحوية بين نحاة البصرة و نحاة الكوفة العظة .. و إن تأملنا فى مثل هذا التاريخ .. نجد أنهم حينما كانوا يختصمون فى أمر من اللغة كانوا يحتكمون الى الأعراب الذين لم يخالطوا العجم .. و لم يكونوا يرجعون الى القرءان :)

  • و هناك ايضاً من بدأ يهاجمنى و يلقى الى بمراجع معظمها لينكات :) عن الرد على تلك الشبهات .. و أنا أقف مشدوهاً أمام مثل هذا التصرف.. و تزداد حدة الاسلوب باتهامى بالجهل و عدم الاطلاع و تلميح ضمنى و علنى أننى اسئ للقرءان كما يفعل غير المسلمين من نصارى و ملحدين و يهود .. 
    • و سبب اندهاشى هو انه لماذا يأتى الى بردود و أنا بالفعل قد رددت :)


فأنا لم اهاجم القرءان فى لغته - حاشى لله - بل قد دافعت عنها بأنها أبلغ ما قيل من كلام العرب و أكثره صحة لغوية.. و لكن هذا ليس موضوعنا فأنا لا أدافع هنا عن أرائى. أنا فقط اشير إلى نقطة غاية فى الخطورة.. و أعتقد أنها شئ سائد عن المصريين و العرب عامة و لا فارق فى مستوى التعليم او الثقافة. فالقارئ العربى يحكم على الشكل .. يحكم على العنوان .. يحكم أحكاماً مسبقة مبنية على انطباعات و خيالات و معتقدات قد تكون مريضة أو خاطئة. و لا يحاول أن ينقد نقداً موضوعياً فى سياق الكلام .. فمثلاً تجد التعليق الوحيد على المدونة من إنسان مثقف قارئ يقول أن عاصم وحده قد قرأ "حمالة" فى سورة المسد منصوبة.. و هو أمر لم أكن أعلمه .. و بقليل من البحث فى القراءات وجدت كلامه صحيحاً. و هذا يدل على صدق حدثى باللغة و احساسها عندما قرأتها أنا فى عمر الرابعة عشرة مرفوعة.. فهو لم يكن خاطئاً بحكم القراءات الست الأخرى :)

الموضوع جد خطير !! فكيف يشعر هؤلاء عندما يتحدثون بمنتهى الحماقة هجوماً على ما لم يقرأوا؟؟
ثم يزداد بهم العزة بالاثم فيذهبون إلى اتهامات مشخصنة على غرار "وبعدين انت عاوز تقنعنى ان انت قريت القران كله واعربته كله كله وملقتش غير الحاجات دى بس اللى هى متشابه مع نفس الحاجات اللى الناس الملحدين بيتكلموا فيها ( مش غريبة شوية !!!!!!!!)
"
كان هذا أحد الكومينتات :) حقاً امر مضحك جداً .. لماذا يحسب المرء أن الجميع مثله؟؟ لماذا يستكثر على فرد مثلى أنه حقاً باحث دؤوب فى أمور اللغة و الفقه و الدين؟
و ليس الإسلام وحده .. فأنا أجهز بحثاً عن نسب يسوع المسيح فى العهد الجديد :)
لماذا يحسب المرء أن الجميع فى نفس مستوى علمه؟ أو قدرته على البحث؟ أو استيعابه للأمور ؟؟
أنا لا أدعى علماً و لا أقول إنى الفراهيدى أو النابغة الذبيانى ... انا فقط باحث أحب أن أزداد علماً و لن يقصينا عن هذا مثل هذا الهجوم الغير بناء و الذى أحسبه غير صافى النوايا بالضرورة :)

فبقليل من البحث عن قوله وجدت أن الملحدين قد أتوا لغوياً بأكثر من هذا بكثير كإفرادات يزعمون أنها يجب أن تكون جمعاً .. و تذكير مؤنث و تأنيث مذكر .. و لا حاجة لى بذكر هذه الأمثلة التى رد عليها العظيم سيبويه فى أمثلته فى كتابه الجامع "الكتاب".
و حينما قلت أن ما استوقفنى يجب أن يستوقف أى فرد أنهى عامه الثالث الأعدادى جاء هذا الرد الذى نأيت عن الرد عليه : "كويس ان انت عارف انك استخدمت قواعد بتاعت حد فى 3 اعدادى . ان شاء الله لما تنضج وتعدى بفكرك بعد 3 اعدادى هتعرف اكتر ( اقصد فى علم النحو )"
حقاً اسلوب علمى و عملى و ناضج فى النقد و النقاش :)
ليس الأمر شخصنةً .. و لكننى أوردت أمثلة من ردود أحد أصدقائى ﻷننى أعلم تماماً أنه لن يغضب من أن استشهد بكلامه حين يقرأه .. و من أجل هذا لم استشهد بغيره .. ﻷنه كله سواء :) عذراً صديقى  أعلم انك ستغضب و لكنى متأكد أنك ستسامحنى :)

و هذا ما كان فى نفسى حين أخترت العنوان .. و حين استهللت المقال .. و حين حاولت أن يكون الرد على ما يظنه البعض اخطاءاً لغوية مقتضباً و إن لم يكن ناقصاً .. فقد أردت أن أختبر دقة القارئ العربى - و المسلم تحديداً - حين تكون هناك شبهة فى المساس بالمقدسات .. من أجل هذا عرفت لماذا مناظرات الملحدين مع المسلمين قليلة الى درجة الانعدام بينما هى ثرية جداً مع المؤمنين بالكتاب المقدس على كافة مذاهبهم. و يفضل المسلمون أن يجادلوا النصارى و اليهود ﻷن قوة لغتهم غالباً تساعدهم فى الانتصار .. و تنزيه القرءان لصفات الله و صفات مرسليه لها غاية القوة فى مثل هذه المناظرات. و أنا أعتقد أنه من الأفضل أن نقرأ النقد بهدوء و باسلوب منمق للرد عليه الحجة بالحجة و الدليل بالدليل بدلاً من الاتهامات و فرض سوء النية المبنى على انطباعات أو أهواء.

فالعصبية و الاستسلام للكبر و "النرفزة" هو دافع للحكم على ظواهر الأمور و ليس باطنها .. و أعتقد من أجل مثل تلك الأشياء تروج البضائع الصينية الرديئة عندنا مادامت "متغلفة كويس" :)

حقاً أنا سعيد بالنتائج بقدر حزنى منها .. سعيد ﻷننى أثبتت بتجربة بسيطة جداً ما كنت أعتقد .. و حزين ﻷن أعتقادى كان صحيحاً.
و سوف أعيد التجربة بطريقة مختلفة مع الكتاب المقدس .. و لنر رد الفعل :)

أسف على الإطالة.