بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 1 فبراير 2013

تعقيب على الأخطاء اللغوية فى القرءان

  • كنت أحضر لهذه المدونة و لكن كنت فقط انتظر النتائج .. ففى مدونتى السابقة الأخطاء اللغوية فى القرءان كنت قد حاولت أن استهلها بأكثر اسلوب قد يستفز القارئ .. و أيضاً كان العنوان الذى لا ينم عن المحتوى .. فالعنوان الصحيح كان يجب أن يكون تصحيح لشبهات خطأفى القرءان أو أى شئ على هذا الغرار. و لكننى عنيت أن أجعله كذلك حتى اتأكد من معتقداتى عن عقليات الشعب المصرى :)

  • هناك صديق لى أخبرنى أنه حين رأى العنوان قد استعد نفسياً بحق ﻷن يهاجمنى .. و قد قفز الغضب الى رأسه حتى انه قال لى أنه كان يقرأ سريعاً حتى فهو لم يكن يطيق صبراً أن يعلق أو يرد .. ثم إنه قال لى اكتشفت فى النهاية الخدعة و لكن هذا لا يشفع لك.. فمازلت حتى هذه اللحظة مستفزّاً من العنوان و من اسلوب بداية الكلام... و قلت له اذن أنا كنت على حق فى قولى فى المقدمة أنك متحفز جداً من قبل القراءة لمهاجمتى .. فأجابنى بالأيجاب .. و قال لى أنت حقاً اسلوبك مستفز جداً و العنوان فى غاية الاستفزاز .. و لكنك كنت على صواب فى المحتوى :)

  • و هناك أحد اساتذتى قد نصحنى باننى بهذا أعيد اختراع العجلة .. و أن هذا أمر غير مقبول منطقياً .. و أننى غير متخصص فى اللغة و يجب على ألا أدخل فى هذه الشبهات ﻷنه حقاً قد سبقنى اليها من هم اعلم منى فى الأقدمين. و قد نسى اننى هنا أكتب مدونة شخصية لا ورقة علمية فلا حرج على اعادة اختراع العجلة :) ثم إننى أنهيت المقال باعترافى بالاقتباس من عدة مصادر .. لا إعادة لاختراع العجلة هنا و إنما فقط تلخيص لبعض النقاط و إعادة عرضها بأسلوبى.

    • غير أن استاذى كان على حق فى أمر مرجعية اللغة .. و أن علم اللغة له مراجع عدة أهمها القرءان .. و أن ماتفق عليه بعض العرب لا ينطبق بالضرورة على كل نص عربى.. هذا حق .. و هذا ما أقره سيبويه فى كتابه .. و لنا فى المعارك النحوية بين نحاة البصرة و نحاة الكوفة العظة .. و إن تأملنا فى مثل هذا التاريخ .. نجد أنهم حينما كانوا يختصمون فى أمر من اللغة كانوا يحتكمون الى الأعراب الذين لم يخالطوا العجم .. و لم يكونوا يرجعون الى القرءان :)

  • و هناك ايضاً من بدأ يهاجمنى و يلقى الى بمراجع معظمها لينكات :) عن الرد على تلك الشبهات .. و أنا أقف مشدوهاً أمام مثل هذا التصرف.. و تزداد حدة الاسلوب باتهامى بالجهل و عدم الاطلاع و تلميح ضمنى و علنى أننى اسئ للقرءان كما يفعل غير المسلمين من نصارى و ملحدين و يهود .. 
    • و سبب اندهاشى هو انه لماذا يأتى الى بردود و أنا بالفعل قد رددت :)


فأنا لم اهاجم القرءان فى لغته - حاشى لله - بل قد دافعت عنها بأنها أبلغ ما قيل من كلام العرب و أكثره صحة لغوية.. و لكن هذا ليس موضوعنا فأنا لا أدافع هنا عن أرائى. أنا فقط اشير إلى نقطة غاية فى الخطورة.. و أعتقد أنها شئ سائد عن المصريين و العرب عامة و لا فارق فى مستوى التعليم او الثقافة. فالقارئ العربى يحكم على الشكل .. يحكم على العنوان .. يحكم أحكاماً مسبقة مبنية على انطباعات و خيالات و معتقدات قد تكون مريضة أو خاطئة. و لا يحاول أن ينقد نقداً موضوعياً فى سياق الكلام .. فمثلاً تجد التعليق الوحيد على المدونة من إنسان مثقف قارئ يقول أن عاصم وحده قد قرأ "حمالة" فى سورة المسد منصوبة.. و هو أمر لم أكن أعلمه .. و بقليل من البحث فى القراءات وجدت كلامه صحيحاً. و هذا يدل على صدق حدثى باللغة و احساسها عندما قرأتها أنا فى عمر الرابعة عشرة مرفوعة.. فهو لم يكن خاطئاً بحكم القراءات الست الأخرى :)

الموضوع جد خطير !! فكيف يشعر هؤلاء عندما يتحدثون بمنتهى الحماقة هجوماً على ما لم يقرأوا؟؟
ثم يزداد بهم العزة بالاثم فيذهبون إلى اتهامات مشخصنة على غرار "وبعدين انت عاوز تقنعنى ان انت قريت القران كله واعربته كله كله وملقتش غير الحاجات دى بس اللى هى متشابه مع نفس الحاجات اللى الناس الملحدين بيتكلموا فيها ( مش غريبة شوية !!!!!!!!)
"
كان هذا أحد الكومينتات :) حقاً امر مضحك جداً .. لماذا يحسب المرء أن الجميع مثله؟؟ لماذا يستكثر على فرد مثلى أنه حقاً باحث دؤوب فى أمور اللغة و الفقه و الدين؟
و ليس الإسلام وحده .. فأنا أجهز بحثاً عن نسب يسوع المسيح فى العهد الجديد :)
لماذا يحسب المرء أن الجميع فى نفس مستوى علمه؟ أو قدرته على البحث؟ أو استيعابه للأمور ؟؟
أنا لا أدعى علماً و لا أقول إنى الفراهيدى أو النابغة الذبيانى ... انا فقط باحث أحب أن أزداد علماً و لن يقصينا عن هذا مثل هذا الهجوم الغير بناء و الذى أحسبه غير صافى النوايا بالضرورة :)

فبقليل من البحث عن قوله وجدت أن الملحدين قد أتوا لغوياً بأكثر من هذا بكثير كإفرادات يزعمون أنها يجب أن تكون جمعاً .. و تذكير مؤنث و تأنيث مذكر .. و لا حاجة لى بذكر هذه الأمثلة التى رد عليها العظيم سيبويه فى أمثلته فى كتابه الجامع "الكتاب".
و حينما قلت أن ما استوقفنى يجب أن يستوقف أى فرد أنهى عامه الثالث الأعدادى جاء هذا الرد الذى نأيت عن الرد عليه : "كويس ان انت عارف انك استخدمت قواعد بتاعت حد فى 3 اعدادى . ان شاء الله لما تنضج وتعدى بفكرك بعد 3 اعدادى هتعرف اكتر ( اقصد فى علم النحو )"
حقاً اسلوب علمى و عملى و ناضج فى النقد و النقاش :)
ليس الأمر شخصنةً .. و لكننى أوردت أمثلة من ردود أحد أصدقائى ﻷننى أعلم تماماً أنه لن يغضب من أن استشهد بكلامه حين يقرأه .. و من أجل هذا لم استشهد بغيره .. ﻷنه كله سواء :) عذراً صديقى  أعلم انك ستغضب و لكنى متأكد أنك ستسامحنى :)

و هذا ما كان فى نفسى حين أخترت العنوان .. و حين استهللت المقال .. و حين حاولت أن يكون الرد على ما يظنه البعض اخطاءاً لغوية مقتضباً و إن لم يكن ناقصاً .. فقد أردت أن أختبر دقة القارئ العربى - و المسلم تحديداً - حين تكون هناك شبهة فى المساس بالمقدسات .. من أجل هذا عرفت لماذا مناظرات الملحدين مع المسلمين قليلة الى درجة الانعدام بينما هى ثرية جداً مع المؤمنين بالكتاب المقدس على كافة مذاهبهم. و يفضل المسلمون أن يجادلوا النصارى و اليهود ﻷن قوة لغتهم غالباً تساعدهم فى الانتصار .. و تنزيه القرءان لصفات الله و صفات مرسليه لها غاية القوة فى مثل هذه المناظرات. و أنا أعتقد أنه من الأفضل أن نقرأ النقد بهدوء و باسلوب منمق للرد عليه الحجة بالحجة و الدليل بالدليل بدلاً من الاتهامات و فرض سوء النية المبنى على انطباعات أو أهواء.

فالعصبية و الاستسلام للكبر و "النرفزة" هو دافع للحكم على ظواهر الأمور و ليس باطنها .. و أعتقد من أجل مثل تلك الأشياء تروج البضائع الصينية الرديئة عندنا مادامت "متغلفة كويس" :)

حقاً أنا سعيد بالنتائج بقدر حزنى منها .. سعيد ﻷننى أثبتت بتجربة بسيطة جداً ما كنت أعتقد .. و حزين ﻷن أعتقادى كان صحيحاً.
و سوف أعيد التجربة بطريقة مختلفة مع الكتاب المقدس .. و لنر رد الفعل :)

أسف على الإطالة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق