بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 30 يناير 2013

الأخطاء اللغوية فى القرءان

المقال باختصار عن الأخطاء اللغوية فى القرءان .. و الأن و بعد أن ازدادت حدة سوء النية لديك و انتظاراً أن اسئ الى القرءان لتنقض على باتهاماتك باننى من أعداء الإسلام و التى قد تنتهى باهدار دمى و وعد لمن يخلص الإسلام من شرورى بجنة عرضها كعرض السموات و الأرض. أحب أن أقول لك ظنك خاطئ.. و حساباتك كلها هباءاً .. فهلم معى اقرأ المقالة لتعرف ماذا أقصد.


من خلال قراءاتى للقرءان و قراءات اخرى عنه استوقفتنى كثير من المواضع التى لم ادر لها سبباً لغوياً .. فمثلاً اتذكر اننى كنت أقرأ سورة المسد فوصلت للأية الرابعة.. و أنا فى العادة أقرأ بدون النظر إلى التشكيل على الحروف ﻷننى اتقن قراءة العربية و أعربها إعراباً صحيحاً.. المهم قرأتها هكذا: و امرأتُهُ حمَّلةُ الحطب .. فأوقفنى أحدهم و قال لى حمَّالةَ الحطب بالفتح و ليس بالضم .. فراجعت المصحف فوجدتها حقاً كما قال!!! و الأصل أن تكون حمالةُ مرفوعة ﻷنها نعت ..و النعت يتبع المنعوت... هذه كان فكرى فى عمر الرابعة عشرة.. و حتى وقت قريب جداً لم أكن أعرف لها سبب.. و حتى عندما كنت أسأل أساتذتى كانوا يقفون حائرين!! 
هيا بنا نستكشفها و المزيد فيما يلى.. و هيا بنا ندرج امثلةً أخرى.

الصابئون أم الصابئين ؟؟

فى سورة البقرة 2 : 62 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ 

و فى سورة الحج 22 : 17 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ

و فى كلتا الأيتين لو تتبعنا الاعراب اللغوى سنجده سليماً لا محالة .. و هذا هو المتوقع من القرءان ﻷنه أدق كتاب بالعربية على مر العصور.
تعالوا بنا الى سورة المائدة 5 : 69 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

فماذا رفعت الصابؤؤن فى هذه الأية؟؟ و هى معطوف على منصوب؟؟
الحق أقول اننى قد وقفت كثيراً امام تلك الأية .. و اكتشفت من بحثى أن السابقين قد وقفوا أمامها كثيراً .. و أن النحاة قد بذلوا فيها جهداً كبيراً لعدم احراج النص المقدس و هو ما لم يكن يقنعنى.. فعل سبيل المثال ذهب نحاة البصرى الى تضعيف تأثير "إن" على الجملة الاسمية!!! و هو ما لم استسغه مطلقاً !!

الحل جلىٌّ و واضح لكل مدقق!! الصابئون هنا مرفوعة على الابتداء ﻷن الواو هنا ليست واو عطف و انما هى واو استئنافية. أى أن معنى الأية: إن الدين آمنوا و الذين هادوا و النصارى: حكمهم كذا. و الصابئون كذلك. و هذا كان رأى سيبويه و أيد كلامه بهذا البيت:

و إلا فاعلموا أنّا و أنتم           بغاة ما بقينا فى شقاق

فكلمة أنتم هنا ليست معطوفة و انما هى مرفوعة على الابتداء. معنى البيت اعلموا أنّا بغاة و أنتم كذلك. و هنا يكون العطف من باب عطف الجمل. فالصابئون فى الاية مبتدأ و خبره المحذوف جملة معطوفة على جملة قوله: أن الذين امنوا. 



و المقيمين الصلاة !!

فى سورة النساء 4 : 162 لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا

المعطوف على مروفع منصوب فى هذه الاية.. ايضاً و بنفس الاسلوب الواو هنا ليست عاطفة.. بل هى واو معترضة. و المقيمين نصب على المدح باضمار فعل لبيان فضل الصلاة و هذا كان قول سيبويه. و هذه مشهور فى كلام العرب على غرار:

لا يبعدن قومى الذين هم             سم العداة و آفة الجزر
النازلين بكل معترك                    و الطيبون معاقد الأزر

و ايضاً مثلها ما ورد فى سورة البقرة 2 : 177 لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ

ايضا الصابرين هما منصوبة على المدح لتعظيم شأن الصبر و مدحاً لاهله.



لعلّ الساعة قريب !!

فى سورة الشورى 42 : 17 اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ
و كان الأدق ان تكون قريبة ﻷنها خبر لعلّ و اسم لعلّ مؤنث و هو كلمة الساعة.  فى الاية هنا مقدر محذوف و هو مجئ. فمجئ الساعة قريب.
و فى اللغة بعض الاوزان يستوى فيها المذكر و الؤنث أذكر منها : مفعال، فعيل، فعول و قريب هنا على وزن فعيل.

هذا بعض ما قد أوصلنى اليه بحثى.. فالأمر لا علاقة له بالدفاع أو الهجوم على النص المقدس.. فأنا لا يهمنى بالضرورة الدفاع عنه او مهاجمته.. و إنما أنا باحث عن الحق أنحاز إليه أياً كان المضاد له.

ينقص أن نذكر حمّالة التى افتتحت بها المقال.. حمّالةَ الحطب، الكل ذهب الى انها منصوبة على الذم كمفعول به لفعل محذوف تقديره أذم.. و هو مال لم استسغه اطلاقاً .. ﻷننى تعودت أن أضع الفعل المحزوف فى مكانه لأنظر اتساق الجملة.. فالجملة هنا ستصير: و أمرأته أذم حمالة الحطب!!!
و هى غير مقبولة عندى... لذلك ارجح ان تكون مفعول به لفعل محذوف تقديره أعنى فتكون الجملة: و أمرأته أعنى حمالة الحطب. هنا لها معنى :)


المقال مجموع من عدة مراجع و منقح حسب الضرورة.

هناك تعليقان (2):

  1. قرأ عاصم وحده حمالة بالنصب وقال الزجاج من نصب حمالة فعلى الذم والمعنى اعنى حمالة الحطب من زاد المسير لابن الجوزى

    ردحذف
  2. انت مشكور على طرح الموضع لكن اعلم بان القواعد جاءت بعد القرءان بكثير على يد سيبويه ثم توالت من بعده الابحاث وعليه فان القواعد يجب ان تخضع للقرءان لانه الكتاب الوحيد الذي بقي اثره الى يومنا هذا اما التراث العربي القديم فلم يبقى منه الا النادر من الشعر لانهم لم يكونوا يسجلون اثارهم الا القليل كالمعلقات و هو موضوع جميل يستحق الشكر لان الله هو صاحب القرءان و في القرءان يدعوا الى التفكر والبحث والمطلوب في مثل هذا ان يكون البحث عن طريق النقاش البناء و بادب عال و شكرا

    ردحذف