بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 22 يناير 2013

الحياة أنثى

ليس  الأمر تشبيها لغوياًُ أو بلاغياً كما قد تعتقدون.. الحياة لفظة مؤنثة عربياً .. و لكن هذا ليس الموضوع.
فكرت فى البدء أن أسمى المقال "النساء فى الممالك اللى خلقها ربنا" و لكن اعتقدت ان العنوان ساخر بعض الشئ على مقال جاد.

فى تأملاتى فى الوجود.. و فى التثنية عامة - و التثنية هى مبدأ قديم فى كل الاساطير و الأديان تقريباً عن وجود/خلق الكائنات من ذكر و انثى - فأجد أن الإنسان يحسب أنّ الغلبة لكل ما هو مذكر.
حتى فى اللغة العربية فهناك قاعدة التغليب.. فلو أردنا أن نشير الى جمع من النساء اشرنا لهنّ بلفظ مؤنث "هنّ" .. أما ان كان نفس الجمع و معهم ذكر - و لو طفل رضيع - هنا وجب الاشارة "اليهم" بلفظ الجمع المذكر "هم" !!
و أيضاً فى تعريف المؤنث المجازى يمكن الإشارة اليه كمذكر .. فمثلاً يصح أن نقول هذا "شاشة" الكمبيوتر .. الشاشة مؤنثة الّا أنها مؤنث مجازى يجوز الإشارة اليه بضمائر المذكر!!

هذا فقط مدخل للموضوع .. فالأمر ليس كما يبدوا.. الواقع أن الاناث هم الحياة .. الواقع أن الانثى فى كل الموجودات هى أصل الوجود. و لنر امثلة دالة على ذلك.



مملكة النمل و النحل
بادئ ذى بدء دعونا نتأمل فى مفردات مثل تلك الكلمات لغوياً .. فالنحل و النمل جمع مفرده نملة و نحلة.. و لا نعلم مذكر لهذا المفرد :)
أيضاً نخلة و شجرة و صخرة .. لا مذكر لهم!!
حتى إن الأرض لا مذكر لها .. و كذلك السماء.

فى كلتا المملكتين العضو المؤثر و المتحكم و كأنه العقل المدبر للمجموعة هى الحشرة الاكبر التى تسمى بالملكة. هذه الملكة الأنثى العظيمة هى المتحكمة المسيطرة .. باعثة الحياة فى المجموعة و صاحبة القرار. فالملكة هى الانثى الوحيدة القادرة على وضع البيض. و تستطيع أن تخزن منى ذكر النحل - حوالى 6 مليون حيوان منوى - فى حويصلة ليديها تسمى Spermatheca و هذه الحيوانات المنوية سوف تستخدمهم الملكة فى عمرها المتراوح بين عامين لسبعة أعوام.

القصة تبدأ عندما تشعر الملكة الحالية بقرب انتهاء أجلها. لهذه الملكة القدرة على وضع البيض و تلقيحه كما ينبغى بمخزون الحيوانات المنوية لديها. فهى تستطيع أن تتحكم فى نوعية النحل الناتج من هذا البيض. ففى الاغلب هى تنتج الشغالة الذين يعملون فى بناء الخلية و الاتيان بالطعام و انتاج العسل. و عندما تشعر الملكة بقرب الأجل، فإنها تضع بيضاً ينتج ملكات و اخر ينتج ذكور. الملكات حين يخرجن من البيض يتصارعن لتبقى اقواهن على قيد الحياة. و هذه الملكة - العذراء- سوف تكون هى الحاكمة المستقبلية لهذه المملكة العظيمة. تقوم هذه الملكة بالطيران و يلاحقها ذكور النحل من أجل تلقيحها. و لقوة بنيانها و سرعة طيرانها.. تطير هذه الملكة بسرعة كبيرة و على ارتفاع كبير.. حتى أن معظم الذكور يموتون من فرط التعب فى محاولة اللحاق بها. فى النهاية يتم تلقيح الملكة بواسطة 12 الى 15 ذكر نحل. و قد تعاود الطيران حتى تكتفى. و الى هنا ينتهى دور الذكر.. فقط وظيفته هى جمع المنى منه. و انتهى :)


ملك الغابة
منذ الصغر تعلمنا أن الأسد هو ملك الغابة و أنه المسيطر المفترس مهيب الركن صاحب العرين. و لكن الواقع غير ذلك.. ففى الحقيقة الأسد هو "بركة الغابة" لا وظيفة و لا شغلة و لا مشغلة. انثى الأسد - اللبؤة - هى المسيطرة.
فالاسود حيوانات اجتماعية تعيش فى جماعات تسمى زمرة. الزمرة تتكون من خمس أو ست لبؤات تجمعهن صلة قرابة و ذكر واحد أو ذكرين على اقصى تقدير. و يتم طرد الأشبال الذكور من الزمرة بمجرد وصولهم سن البلوغ. الأمر كالآتى: هذا "السبع" لا يعمل أى شئ سوى الأكل و النوم .. و الجماع فى وقت التزاوج و الذى قد يصل الى 50 مرة فى اليوم!! الرقم صحيح 50 مرة فى اليوم :D
بمجرد فقد الأسد للقدرة الجنسية أو ضعفها يتم طرده من الزمرة و استقطاب اسد جديد شاب للقيام بدوره: النكاح .. و فقط النكاح.


الانسان
لن أتحدث عن الانسان الطبيعى.. و لكنى ساهتم بالانسان المصرى :D
فالشاب المصرى اللى زى الفل يشعر باحتياج عاطفى و جنسى - بلا منطق - و يريد أن يطفئ هذا الظمأ.. و بالتالى فأمامه طريقان. الأول: أنه يمشى فى الحرام :D و هذا مرفوض مجتمعياً و أخلاقياً و قطعاً دينياً
الحل الثانى هو الزواج. و هذا أصعب قطعاً .. فعلى الرجل أن يحضر المكان - الشقة يعنى - و العفش و الفرح و حتى فستان العروسة و اجرة الكوافير اللى هايحط بويا على وشها
و فى النهاية .. هو المسؤل عن كفالتها - و اطفالها مستقبلاً - كل وظيفته أن يحضر المال لينفق على زوجته - التى قد تكون عاملة بدورها و لكن مالها يخصها وحدها - و على ابنائها من مأكل و ملبس و مشرب و تعليم و فسح و مواصلات و مصروف ... الخ.
و فى النهاية يحسب أنه هو المتحكم و أنه هو المسيطر و انه سى السيد. و الواقع الاليم انه حمار او طور مربوط فى ساقية. و المرأة هى اللى كلامها بيمشى شاء او ابى :)
فنساء الانسان اذكياء بدرجة عالية.. حتى انهن يجعلن الرجل يقوم بما يردن و هو يحسب ان هذا ما يريده هو :)
هذا هو الواقع .. فكل دور الذكور فى كل الكائنات هو النكاح فقط .. و الباقى على الانثى. 
الحياة انثى.


نجد هذا حتى فى تقديس الأقدمين للألهة الأنثى. فنجد حتحور و ايزيس المصريتين ..

و نجد عشطار .. هيرا .. و فينوس.. و أثينا..  


و نجد من الهة العرب النساء - و الوحيدات الائى ذكرن بالاسم فى القرءان - اللاة و العزى و مناة.
و أنه فى كلام العرب الالفاظ العالية المجردة هى كلمات مؤنثة.. فنقول رجولة .. و عظمة .. و حكمة.. و حتى نقمة. كلهن كلمات مؤنثة.. فالتعظيم فى كلام العرب مؤنث.. و الصحراء مؤنثة.. و السماء مؤنثة .. و المياه مؤنثة .. و الحياة مؤنثة.

فالانثى مقدسة على مر العصور.. و الانثى هى الحياة و هى الوجود باعتراف الأقدمين و العالمين.
أن لست متحاملاً !! لكنى فقط انظر للامور بمنظور أخر.
و أقر و أعترف .. أن الحياة انثى.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق